ظلٌّ فوق رصيف الوقت

أحترفُ الإنتظارَ

لأنّي

لا أملكُ غيرَه

ودائمًا ما يُجيبني

باللاشيء.

مرّةً عندما كنتُ طفلًا

انتظرتُ البحرَ

كيّ يهدأ

وأتعلمُ بعدها السباحةَ،

حينَ لَمَسَتْ قَدَميَّ

مياهَ الشاطئِ

تلاشى كأنّه ندىً

فوقَ الزجاج

انتظرَني طيلةَ الليلِ

ولم آتِ

فَرحل.

وأخرى عندما صرتُ شابًا،

انتظرتُ أبي

كيّ أعبرَ الطريقَ معه،

أذكر أنّي كلما احتجتُ

قَطعَ الرّصيفِ

قاطعتُ يدي بإصبعٍ منهُ

كانَ التشققُ فيها

كافيًا، آمنًا

مليئًا بمرادفاتِ الحياة،

لكنّي

منذُ عامينِ فأكثر

انتظرُ عندَ الإشارةِ

دقيقةً أو اثنتينِ،

ولا شيء منكَ يأتي

ولا حتى عينيك.

في الحربِ

انتظرتُ الموتَ كثيرًا.

بحثتُ عن ريحانةٍ

كيّ تغتالني

ونسيمُ رائِحتها فيّ،

لكنّي

لا زلتُ أنتظر.

والآن أترقبُ ذكرى

كيّ أعودَ فيها

وأجلسُ بين مقلتيّ حَبيبتي

كيّ تناولني البحرَ على مهلٍ

وأحتسي من الشاطئٍ موجًا

كلما طَوى شيئًا منهُ

حَدَّثَني عن آخرِ موعدٍ

كنتُ فيهِ أنتظرُكِ

ولم تأتِ.