أحرف المطر 

الغيم حرف من قاموس السماء 

والمطر يصبح لعنة الأدب 

حينما يسقط على من لا مأوى له

ويصير قصيدة حبٍّ 

عندما  يكون المشهد عناق

وتصير زجاجتي فارغة 

كلما حاولت أن أسكب فيها الضحكات

الغيم لغة

يفهمها كل العابرين من تحته

يُدرك بأن زخات من رصاصه قادمة

والدرع الوحيد في صلابة جدران البيت

وحفلة المساء  

دفء أصواتنا

ونفخة أمي في كفيّ

لتُشعل جسدي كي يطمئن..

الغيم أسطر عابرة

وبلادي باتت أُميّة

تكره قراءته

فالبيت صار خيمة

والأم ماتت من عجزها 

وكفّي الطفل 

رحلوا معها 

علّ جزءًا من جسده يدفء

الغيم فقرة من الوجود

وأنا الآن مثل طفل 

يحمل ندبة في جبينه

ويكرهها

هي تُجمّل شكله

لكنّها تبقى في ذهنه 

أنّها ندبة

الغيم حُرّ في الكتابة

والأطفال 

كرهوا المطر 

وباتوا يخافون من شكل السماء

كلما باتت تُظهر ندباتها..