استعارة الفراغ

رسمتُ ظلًّا

يُشبهُ ظلّي،

دونَ ملامحَ

لوجهٍ

كأني مجاز

يبحث عن تأويل،

كأنّي جسدٌ

بلا لحم.

وجاءتْ فرصةٌ

لتكويني.

رسمتُ ظلًّا

لبيتي،

لا يُشبهُ ظلَّه.

جدران بلا أسرار

وحنين يتدلى

من سقفه،

كانَ الربيعُ

فيه رماديًّا،

وشجرةُ الصنوبر

دونَ جذع،

فوقَ بيتي،

ونسيمٌ من قهوةِ أمي

يملأ، فراغَ البيت.

رسمتُ وجهي

لم يُشبهني،

عينايَ كانتا نائمتين

في مرآةٍ مكسورة،

وفمي

ممتلئٌ بنداءٍ

لا يجيد طريقه للهواء

ملامحي ليست لي،

هي مرآةُ رحيل،

حُطامُ لحظاتٍ لا تعود.

تذكّرتُ سلّة الغسيل،
ورائحة قميصي القديم

المليء بصيفٍ

لم ينتهِ بعد.

تذكّرتُ ضحكةً

كانت تُشبه الطريقة

التي تهزّ بها أمي

رأسها حين تُعاتبني،

وكأنّها

تغفر لي ما لم أفعله.
حين خرجتُ من البيت

ركض الظل بعيدًا

إلى سماء

تخلو من نجمة أبي،

وأنا

أجرّ جروحي

كي أزرع بيتًا

على ترابٍ لا ينام.

نظرتُ إلى الزاوية

حيث كانت أمي تضع سجاد الصلاة،

ولم أجد إلّا الغبار

يرتّب نفسه كذكرى،

والريح تُصفّر

في المطبخ

كأنها تُقلب ملعقةً

في كأسٍ نسيه الغائبون،

وتمضي.

غنّيتُ لظلّي،

ولظلٍّ لا يُشبهني،

أن:

تعالَ

كي نعيد خلق الجسد.

تعالَ إليّ

قبل أن أكتب

استعارة حقيقية

أنّي قادم من الفراغ