لو أني شاعرٌ عادي
لما كتبتُ عن وسطية الألوان.
لجعلتُ الرمادَ في إحدى قصائدي
حين أتحدث عن جمر حبّي
أو عن حفلةِ شواءٍ عائلية.
لو أني شاعرٌ عادي
لكتبتُ عن مدينتي
دون أن أقول “كان فيها”.
لذكرتُ طريق كورنيش البحر،
ورجلًا وحبيبته
يحاولان سرقة قبلة
قبل أن تذوب في فم الغروب.
لو أني شاعرٌ عادي
لكتبتُ عن المقابر،
عن الورد الملقى فوقها
بنيةِ العزاء.
لكتبتُ عن حبيبتي
وأنها هجرتني
لأني أخطأت في كل شيء…
غير أني:
نجوت.
لو أني شاعرٌ عادي
لرميتُ قصيدتي في البحر،
كي أصطاد بها
سمكة،
شمسًا،
حبًا…
أيّ شيء
عدا جثة
أكلها الملح.
لو أني شاعرٌ عادي
لوقفتُ في وسط المدينة
أصرخ،
ولربما قال الناس:
“لقد جُنّ
من كثرة القراءة والكتابة!”
عندها فقط،
سأصمت،
لأني أخيرًا
عرفتُ سببًا واضحًا للجنون.
لكنني لستُ شاعرٌ عاديًا،
أنا الذي اختاره الرماد
ليكتب عنه.