على ناصيةِ الطُرقِ، وضعتُ شريطًا أسودَ
كيّ أقولَ: إنِّي في حدادٍ.
علّقتُ دعاءَ سفرٍ أستودعَ فيه الذّكريات،
ثبّتُّ على صدري تميمةً،
تتسع لألف عش
وطير واحد
ماتَ حين قصفوا التّميمة
وغيمي صار مأوىً للرماد
على ناصيةِ كُلِّ الطرق، وضعت شريًطا أسودَ
كيّ أقولَ: أنَّ الشارعَ في حداد.
البقالةُ تبكي على البيتِ
ومئذنةُ المسجدِ تأوي ألفَ بيتٍ،
كُلهم فوقَ بعضهم
يسارعوا إلى السماء.
جرسُ يسوعَ، صار حلمًا بأن يدُّقَ
فترابُ الكنيسةِ باتَ قيدًا
والصليبُ سقط أرضًا
عيسى صار حرًا.
على ناصيةِ كُلِّ الطرق والركام وضعت شريطًا أسودَ
كيّ أقولَ: أنّ قلبي في حدادٍ
على الصديقِ، البيتِ، وجذع الصَّنوبَر البُني
كعينيّ حبيبتي، وطيفٍ من خيالِ أمي وهي تعجنُ لي الذِّكرى، كيّ تخبزها داخلَ فُرنٍ حَطَبه من خصلاتِ الشيب.
أما أنا سأقولُ:
أنا والطرقاتُ في حدادٍ.
لا أعرف إلى متى
لكنّ الواضح أنَّ العزاءَ لن ينته
وأن الطريقَ كُلَّهُ
بات رماد