كمَ كانَ لحمنا شهيًا
لمْ يطهوهُ أحدٌ
ولا حتى أمي،
لكنها كانت تغسلني من الملحِ
وتطرد عن جلدي رائحةَ البحرِ
حتى أكون طريًا
كي يحبني الجميعُ.
كانت تضع الطيبَ على جرحي،
وتظن أن الرائحةَ
تكفي لردِّ الذئابِ.
لم تكن تعرفُ
أن العناقَ قد يخفي بين ضلوعهِ أسنانًا،
وأن الطاولةَ ليست دائمًا مكانًا للضيافةِ،
بل منصةً للذبحِ،
وأن الشبعَ لا يعني الحبَّ.
لم تكن تعلمني
كي أصير وجبةَ العشاءِ لأحدٍ،
لكنهم
أعدوا الموائدَ