تعالي
على مهلٍ
كأنكِ تمشين على وترٍ
بين قلبي وجسدِ الفراغِ.
ترعبني المجاعاتُ
حين تشتهين قصيدةً
بين الركامِ.
ضعيها بين شفتيكِ،
ودعيني أعضُّ على الحروفِ
في آخرِ الليلِ.
أقولُ: “تعالي”،
ولكنكِ محاصرةٌ
بالقنابلِ، والأسئلةِ،
وظلُّ العناقِ
عند بابِ بيتكِ.
اقتربي أكثر،
واسأليني:
هل جرَّبتَ أن تلتهمَ بيتًا من شعرٍ
بشفاهٍ ترتجفُ من الجوعِ؟
فأجيبُكِ:
أحملُ لكِ رغيفَ حبٍّ
لا أعرفُ كيفَ أسقطَهُ
في بطونٍ نسيتْ
طعمَ الخبزِ.
اسكبي قليلاً من صدقكِ
في كأسي،
واسكتي…
فالحديثُ حين يُقالُ بعينيكِ
أشهى من الكلامِ.
سأصرخُ طيلةَ الليلِ
في السماءِ،
كي يقولَ سربُ الطيورِ:
إني
قضيتُ الليلةَ
أرتلُ اسمَكِ
في صلواتِ العاشقينَ.
وإن صمتُّ…
فلا تخافي،
أنا فقطُ أحاولُ
أن أبتلعَ القصيدةَ
دون أن أؤذي المعنى.
وإن وصلتِ
في غفلة من الغارات،
تعثّري بصوتي على العتبة
فأنا نمتُ البارحة
أحرس ظلّكِ على الحائط،
أدثّر اسمكِ
بأغنيّة قديمة
كنتِ تحبينها
وغفوتُ
وأنا أهمسُ في الغيابِ،
كأني أضمُّ الفراغَ
على هيئةِ وجهكِ