لربما كنت سأكون الآن نائمًا،
عادة أهل البيت الذين استضافوني أن يناموا باكرًا.
ما لم يُقلقنا صوت موسيقى الطائرات وصواريخها.
كنت سأستعد لأسير صباحًا مسافة على قدماي،
كي ألتقي بالأصدقاء،
ثم إلى خيم الإيواء التي تُضعف جسدي أكثر
لم يكن قلة الطعام سبب ضعف جسدي،
هي قلة الحيلة التي أراها في أعين الأمهات،
وصوت الآهات المكتومة من الرجال
وبكاء الطفل على ألعابه.
كلها كانت العوامل الأساسية لتقطيع جسدي
بحجة نقص الغذاء..
كنت سأرى البحر،
أرى النورس وغراب يلتقط جسده،
أن أشاهد حرية الأسماك
التي لا تحتاج إلى عدم ممانعة لتعبر مياه أخرى،
كنت سأكون على ذات جذع الشجرة التي اعتدناه معًا، ونبتسم لبحرنا.و
آه كم أفتقد لذة النظر لبحرك..
لربما الآن في الكافيه،
أحاول أن ألتقط الانترنت كي أكلم أمي
ألو
ألووو
سمعاني..
ثم أرسل رسالة نصية مفادها،
الانترنت سيء
لا يهم فقد طمأنت قلبك عليّ
لربما سيكون غدًا أفضل،
وكانت هذه الكذبة ستستمر حتى الآن.
أو حتى أنا في منزل صديقي عبود،
نتحدث عن تكهناتنا السياسية بما يخص الحرب،
وأحلام معدتنا بما هو غير متوفر في الأسواق.
لا أعلم
لقد نسيت أمر الطابور،
لربما كنت في طابور لاستلام ورقة الطحين،
أو حتى لاستلام حوالة مالية.
أو في طابور لتعبئة الغاز.
الطابور والطابور والطابور ولعنة الحرب.
لربما كنت سأبتكر طريقة مع الأطفال
كي نصنع مروحة ورقية،
كي تُبرد علينا حر الصيف.
ونتناوب على نومنا.
كي يتسنى لنا أن نشعر بلسعة من الهواء.
لربما كنت سأكون ميتًا،
بصاروخ عن طريق الخطأ،
قصف منزل كنت أسير بجواره،
فقتلتني شظية في ظهري
لألحق بموكب سامي وعلي.
لربما كنت سأعيش
على أمل أن يفتح المعبر أبوابه مجددًا
وألتقي بأمي.
وأبكي بحرقة أكثر على ما مضى من عمري.
وتخنقني إجابة
أبحث عنها لسؤال ماذا لو لم أسافر..