أُمشطُ بِعينيَّ ساحلَ البحرِ للمرةِ الأخيرةِ.
أنتظرُ سفينةً،
شراعاً،
أو حتى ساقاً من شجرةِ البرتقالِ.
أريدُ أن أعبرَ،
أخترقَ حواجزَ البحرِ.
أن تُنبتَ برتقالتي ثماراً
يأكلها ما في البحر
علّها تنقذني من أسنانِ قرشٍ.
أبتسمُ للبحرِ للمرةِ الأخيرةِ أو قبلَ الأخيرةِ.
أترقَّبُ معجزةَ نوح،
بدأ البحرُ يسير بي،
يسحبني باتجاه الشمسِ،
التي لطالما أسمعها كل يومٍ تستنجد للمرة الأخيرة.
تُخبرني كم مرةٍ شبهتها بحبيبتي،
خيوطها الأولى المنسدلة كل صباحٍ مثلَ شعرها
الكاسي لخاصرتها.
كم مرةٍ صدقتني،
وهي تعلم أنها مدينةٌ ساحليةٌ.
لا نرى خيوطها الأولى.
لا يزال البحر يمزقني،
يسرق أطرافي مني،
يخونني جسدي،
استعمل يدًا للسباحة وأخرى لتبعد الموج.ورغم كل ذلك، سأعبر.
سأترك لغدٍ ثمرةَ برتقالٍ يطردها البحرُ للشاطئ متى شاء.
لربما تزور شواطئ حيفا.
وسأنبت من هناك من جديد،
لا البحرُ يوقفُ حُبي لشعرها
ولا يُنسيني صوت الشمس الأخير.