أَخجلُ
حينَ يغلبني النعاسُ
فأنامَ الليلَ هنا
دونَ قلقٍ
أو، من جدارٍ لم يُهدَمْ
ومن سقفٍ لم أعدَّ شقوقَهُ
من نافذةٍ لا تُطلُّ
على رمادٍ
أخجلُ من طمأنينةٍ لا أستحقُّها
من خُبزٍ ساخنٍ
ومن يدٍ لا ترتجفُ وهي تأكلُ
أو حينَ يمرُّ الليلُ
دون أن أعدَّ الأصواتِ
أو أضعَ حقيبتي بجانبِ البابِ
أخجلُ
حين لا أَختبئُ من شيءٍ
حين لا يعلو فوقَ رأسي
غيرُ سقفٍ هادئٍ
لا يسألني عن أحدٍ
حين يمرُّ يومٌ بلا مفاجآتٍ
حينَ لا أُحصي الأخبارَ
ولا أعدُّ الأسماءَ في قلبي
أخجلُ
حينَ أُرتّبُ سريري
ولا أحدَ يَهدِمُهُ خلْفي
حين أختارُ ملابسي
لا لأنّني نجوتُ، بل لأنّني فقطْ… أختارُ
من الضحكِ
حينَ لا يسبقهُ بكاءٌ
ومن السيرِ في الطريقِ
دون أن أَنظرَ للسماءِ
يُخجلني حين تُرَبّتُ الحياةُ على كتفي
كأنّها تقول: عِشْ…
وأنا أَعلمُ أنّني عشتُ بدلاً عن كثيرين