أعدُّ أطفالي
كلّ ليلةٍ
قبل أن أتظاهرَ بالنوم،
أعدُّ أقدامهم،
أيديهم،
وأصابعَ تشيرُ إلى القلب.
أجمعهم وحدي،
كما تجمعُ العصافيرُ صغارَها،
ولا أُعلّمهم معنى الطرح.
حين يقتربُ صوتُ موتٍ،
أشهقُ فوقهم،
أحيطُهم بهواءِ فمي
مملوءٍ بالدعاء.
في مساءٍ ما
أو صباحٍ خائف،
بدأتُ أعدّهم:
إيهاب هنا،
وسعاد،
وتلك الشامة فوق القدمِ اليسرى لخالد،
وشعرٌ مُذهَّب
على جبهة يسرى.
أين سامي؟
صرختُ،
وبدأتُ أُفتّش عنه:
داخل كيسِ الطحين،
فوق رفّ المعلّبات،
عند مدخلِ المخيّم،
في كلِّ الزوَقة،
وفي نَظَر الجارات…
حتى قال لي أحدُهم:
“اهدي يا أم سامي،
سامي من أوّل الحرب… مات.”
صرختُ في وجهه:
مررتُ فوق أصابعه ليلًا،
تحسستُها،
ونمتُ داخل حضنه…
هل يمكنني أن أحضنَ ميتًا؟
في الصباح،
لم يبقَ إلا غطاءه المطوي،
ورائحةُ يده
على كُمّ قميصي.
سحبتُ الغطاء،
وكم هو بارد
أن أنام تحته وحدي.
ومن ذلك اليوم،
لم أعد أُحصي.